| ]


 في آخر ندوة صحفية عقدها الباجي قائد السبسي ذكر أن حكومة القصبة في عهد المخلوع كانت مجرد ديكور وأن الأمور كانت تدار في قصر قرطاج. وهذا في حد ذاته استخفاف بعقول الناس فبمن كان يجتمع بن علي مرة أو أكثر كل أسبوع؟ أليست بما صنفها الباجي حكومة الديكور؟ هل كان محمد الغنوشي مرابطا في قصر الحكومة بالقصبة؟ من كان ذلك الذي يدخل قصر قرطاج حاملا معه جداول وبرامج وملفات ومصائب ويجتمع بالرئيس في مكتبه لدراسة تلك الأوراق؟ ماذا لو بقي بن علي ونجح في إخماد نار الثورة؟ هل كان الغنوشي سيذرف دموع التماسيح أم سيهلل لسيده ويواصل ما بدأت به تونس سبعة بوصف الثوار بالمخربين والمستهترين بالمال العام وقطاع الطرق وتمكن الأمن والمواطن بفضل حسه المدني ووفائه لصانع التغيير من التصدي لها حتى ينعم الأمن والأمان كامل أرجاء الوطن؟ وهي تقريبا نفس الرسالة التي مررها السبسي بتهكمه من المعتصمين وكأن هذه البلاد قد قدر لها أن يعيش شعبها بلا هيبة. هل تأخذ الملايين كل شهر من أجل أن تهلل بالزوار وبعضهم كان يبيع السلاح والقنابل المسيلة للدموع للجلاد (وتذكروا جيدا شحنة القنابل التي تم توقيف تصديرها في ميناء بفرنسا بعد أن قرر بن علي الهرب) وتحتفل معهم بنجاح الثورة ثم تطل علينا في كل ندوة للتهكم بمواطنين طالبوا بإصلاح حال هذه البلاد؟ إن كنت غير قادر على تحمل المسؤولية فاترك الكرسي. ألا تعلم أن حكومتك قد فازت بلقب الرائدة الأولى في العالم التي أبدعت في تعطيل سير الحياة العادية فهي كالتائه تنتظر المفاجئة كل يوم عوض المبادرة بالإصلاح حتى لا يحدث ما يحدث...


مسرحية إسمها "ثورة الياسمين والسرياطي الشرير"
نعود إلى الرئيس الثالث للجمهورية السيد محمد الغنوشي الذي تمتع بذلك المنصب ليوم واحد في انقلاب 14 جانفي حتى يسهل لبن علي الدخول رسميا للسعودية بصفته خرج لظرف طارئ وينوبه وزيره الأول ظرفيا في الرئاسة...



ولتكتمل الرواية يجب إخفاء الشهود ومنعهم من الحديث وتشويه صورته في إعلام الحكومة خوفا من أن يفضح كل الحكاية وهنا نعني بعلي السرياطي المسؤول عن أمن الرئاسة. لماذا هو الوحيد من تحمل مسؤولية التآمر على الدولة؟ لماذا لا تمررون ولو شهادة واحدة له عبر قنواتكم الثورية يا أصحاب الشفافية والإعلام الحر ليقول لنا على الأقل كيف أراد أن ينقلب على كرسي الرئاسة كما تدعون؟ فضحتم أنفسكم حين مررتم روايات عبر صحف صفراء كالشروق والصباح بأن السرياطي أقنع بن علي بالمغادرة وأوهمه أن هناك أكثر من 60 ألف سيتوجهون إلى القصر الرئاسي فهو إذن أنقذ البلاد من شره ثم تقولون أنه أعد جيشا من القناصة... ما هذا التناقض؟ لماذا ننتظر من مجلة فرنسية حتى تتكرم علينا برسالة نصية سربها محامي السرياطي؟ مما تخشون؟ لماذا تتآمرون على هذا الشعب؟ هل سننتظر سنوات أخرى لنعرف الحقيقة؟ هل تعلمون لماذا ارتمى عدد هام من المواطنين في أحضان النهضة؟ هم لا يحبون النهضة في حد ذاتها بل يبحثون عن شخص يخاف الله وينسيهم سنوات الكذب والنفاق والخيانة؟


من هو محمد الغنوشي
لقد تربى الغنوشي على خدمة وطاعة الرّأسماليّة العالميّة والسهر على مصالحها في تونس. وهي المصالح التّي تتعارض مع المصلحة الوطنيّة. فسهر على التفويت في القطاع العامّ لهذا الرأسمال، حيث كانت لجنة الخوصصة تشتغل تحت إشرافه المباشر. فهو الذي أشرف على بيع معامل الإسمنت لشركات إيطالية وبرتغالية وإسبانية… والطرابلسية وأقارب بن علي والقائمة لا تزال طويلة.

don't forget to share this post to your friends on facebook