توصلت السيدة "منيرة هماني عيفة" باحثة في مجال الوراثة الجزيئية البشرية وأستاذة محاضرة بكلية العلوم بصفاقس إلى اكتشاف علمي على درجة كبيرة من الأهمية يتمثل في التعرف على جينة جديدة متسببة في مرض وراثي يصيب العينين .
ويتمثل هذا المرض في تقلص حجم العين الواحدة بحيث تكون اصغر حجما من مثيلتها الطبيعية مما يؤدي إلى صعوبات كبيرة في البصر تتبعها مضاعفات ثانوية كارتفاع ضغط العينين وانهيار غشاء الشبكية .
ويعتبر هذا الاكتشاف الجديد الذي لقي صدى واسعا في الأوساط العلمية والطبية العالمية ذا أهمية بالغة باعتبار أن الجينة المكتشفة هي الثانية من نوعها في العالم التي تم اكتشافها كجينة مسؤولة عن التكوين الجنيني للعين في حجمها الطبيعي.
كما يساعد التعرف على هذه الجينات على فهم المراحل الأولى لتكوين العين الطبيعية ويمكن من تشخيص دقيق للخلل الجيني المتسبب في مرض صغر حجم العين مما يفتح آفاقا جديدة لإمكانية معالجته في المستقبل.
وبينت السيدة "منيرة هماني عيفة" أن هذا الاكتشاف كان ثمرة بحث تواصل زهاء الثماني سنوات قامت خلالها الباحثة بتحليل العوامل الوراثية المتسببة في هذه العاهة لدى ست عائلات تونسية تميزت بكثرة اللجوء إلى زواج الأقارب .
ومكنت هذه الدراسة الوراثية في مرحلة أولى سنة 2009 من تحديد موضع الجينة المورثة وذلك بالتعاون مع فريق بحث سويدي يرأسه الباحث "بيتر سودر كفيست" فيما مكنت في مرحلتها الثانية من تحديد هوية الجينة في إطار عمل مشترك مع فريق بحث أمريكي يقوده الباحث "سيمون جون".
ويتمثل العمل المشترك بين الباحثة التونسية وفريق الباحثين الأمريكيين في قيام الفريق الأمريكي بدراسة جينية للانموذج الحيواني (فئران) وقيام الباحثة التونسية بنفس الدراسة على النموذج البشري من خلال مجموعة العائلات المصابة بالمرض.
وتجدر الإشارة إلى أن الاكتشاف الذي توصلت إليه الباحثة التونسية أنجز في إطار عمل شارك فيه فريق تونسي متكون من "حمادي العيادي" و"سلمى بن سالم" من مركز البيوتكنولوجيا بصفاقس و"زينب بن زينة" و"وليد بوعصيدة" استشفائيين بقسم طب العيون بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة.
وأثمر هذا التعاون الذي امتد على مدى سنتين التوصل إلى اكتشاف الجينة المسؤولة عن المرض عبر تحديد الطفرات المتسببة في المرض لدى الإنسان والحيوان.
كما تم مؤخرا نشر مجمل هذه النتائج في مقال علمي بمجلة "نايتشر جيناتيكس" التي تتصدر المجلات العلمية المختصة في هذا المجال في العالم بما يعكس أهمية الاكتشاف الذي وصلت إليه الباحثة التونسية .
ويذكر أن الباحثة" منيرة هماني عيفة" والبالغة من العمر 40 سنة كانت قد درست في مرحلتها الجامعية بكلية العلوم والمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس وتواصل أبحاثها حاليا بمركز البيوتكنولوجيا بالجهة.
وكانت قد تحصلت في السابق على جائزة اليونسكو/لوريال لسنة 2002 للنساء الباحثات في المجال العلمي عن كامل البلدان العربية .
don't forget to share this post to your friends on facebook