يسعى عدد كبير من الناس لشراء البيض من الدجاج غير المحبوس في الأقفاص وإنما الذي يتواجد في الطبيعة بشكل شبه حر بسبب الاعتقاد السائد لديهم أن مثل هذا النوع يكون أفضل من ناحية النوعية .
الخبيرة بالشؤون الغذائية من الجامعة الكيماوية التكنولوجية في براغ كاميلا ميكوفا ترى ان تأثير مكان تربية الدجاج يلعب دورا غير مباشر في مسألة الجودة وان من المهم، حسب رأيها، التشديد على طريقة إطعام الدجاج وليس المكان الذي يربى فيه فقط.
وتضيف ميكوفا حين يترك الدجاج حرا يستطيع الوصول إلى الأعشاب والخنافس أما في الأقفاص فيتلقى علفا عبارة عن خليط محدد وهنا تمتلك الدجاجات الفرصة نفسها لالتهام ما تحتاج إليه أما في الصالات الكبيرة فلديها مكان تتجه إليه وفي الكثير من الأحيان فان الدجاجات الضعيفة لا تتمكن من الحصول على احتياجاتها الأمر الذي يظهر بشكل سلبي على نوعية البيض الذي تضعه .
ميكوفا تؤكد أن البيض من النوع العضوي ليس أفضل من البيض العادي رغم أن الأول يباع بسعر أعلى بمقدار 3 مرات من البيض العادي .
وتشير ميكوفا الى أن البيض العضوي أو البيئي أفضل في بعض الأحيان لكنه أسوأ في نواحٍ أخرى حيث تكون نسبة الكولسترول فيه اقل لكن تركيبة الحموض الامينية فيه تكون أقل إيجابية وبالتالي لا يمكن القول أبدا بان البيض الحيوي هو أفضل بكثير من البيض العادي وإضافة إلى ذلك فإن البيض العضوي يكون في أغلب الأحيان أكثر وساخة وبالتالي يعتبر أكثر خطورة من الناحية الجرثومية ، كما تكون فيه أيضا بقع دموية ولحمية أكثر الأمر الذي لا يعرف سببه حتى الآن ولكن يبدو انه نتيجة للتوتر .
ونبهت إلى أنه لخطأ شائع الاعتقاد بأن الدجاج الذي يعيش في الأقفاص يعاني التوتر بشكل أكبر وان الدجاجات التي تتحرك بحرية في الخارج تتواجد في وضع حر أما الواقع فإنها في الخارج تعيش توترا أكبر من الأقفاص لأنه في الأماكن التي تتم تربية الدجاج في صالات واسعة تتعرض الدواجن الى علاقات اجتماعية معقدة حيث تهاجم بعضها البعض وتلحق الضرر ببعضها و تنتشر الأمراض بشكل أكبر كما تتكاثر الطفيليات الأمر الذي ينعكس في زيادة الوفيات بين الدجاج وبالتالي إمكانية انعكاس ذلك على نوعية البيض وجودته .
وأشارت ميكوفا إلى أن صفار البيض في البيض العضوي يكون افتح من ناحية اللون لان اللون يتأثر بنوعية الطعام المقدم والمعروف انه لا يتم في أماكن تربية الدجاج البيئي أو العضوي استخدام أي أصباغ أو ألوان في حين يتم تقديم ذلك في الخلائط التي تقدم للدجاج بشكل عادي على شكل ألوان طبيعية أو تقليدية كي يكون صفار البيض أكثر صفارا . وأضافت عندما تبدأ الدجاجات في الصيف التحرك في الهواء الطلق على الأعشاب فان صفار البيض سيكون غامقا بشكل أكثر من هذه الفترة من العام أي في الربيع لأنها تأكل الحبيبات.
وعن سبب دخول أحماض اوميغا 3 إلى البيض تقول إنها تدخل عبر العلف لأنه يتم إضافة السمك إلى الخليط المقدم وزيت بذر الكتان الذي يحتوي على كميات من اوميغا 3 والحموض الامينية وهذه تنتقل من العلف إلى الصفار أي بطريقة طبيعية وليست اصطناعية . وأكدت أن حموض اوميغا صحية لأنها تضم اوميغا 3 المشبعة بالحموض الامينية التي لها تأثير صحي ايجابي ولاسيما للوقاية من أمراض القلب والشرايين ولذلك ليس من المبرر شراء الغذاء التكميلي الغالي الثمن عندما تستطيعون الحصول عليه بالطريقة الطبيعية .
وتنصح باستهلاك الأسماك البحرية وتناول البيض الذي يحتوي على مادة الأوميغا مشيرة إلى أن تركيبة الحموضات الامينية متشابهة . وأشارت إلى أن الكولسترول يوجد في البيض بنسبة أعلى من اللحم غير أن الأمر لا يتوقف في النهاية على كمية الكولسترول وإنما على شكل وجوده فالعديد من الدراسات الميدانية في الفترة الأخيرة أظهرت بان الكولسترول الموجود في البيض ليس له عمليا أي تأثير على كولسترول الإنسان الأمر الذي يعيد الاعتبار للبيض .
وتضيف صحيح أن البيض يعتبر مصدرا غنيا للكولسترول غير انه لا يوثر بشكل سلبي في الصحة البشرية . وأكدت أن الإنسان المعافى رغم ذلك لا يمكن له أن يتناول البيض بلا حدود ناصحة بان يتم تناول بيضة واحدة أو اثنتين في اليوم كحد أقصى .